علامات القيامة - فتنة الدجال
صفحة 1 من اصل 1
علامات القيامة - فتنة الدجال
علامات القيامة : فتنة الدجال
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرة هي العلامات المتحققة التي تدل بما لا يقبل لبساً على أن عصرنا هذا الذي نعيشه هو عصر القيامة.. اي قيامة الامام المهدي ع ، بل إن ظهور هذه العلامات ووضوحها ترشح عنه شعور راسخ لدى القاصي والداني من المؤمنين بهذه الحقيقة ، ولكني لزيادة الإطمئنان لمن لم يزل يتردد في ريبه من جهة ، ولتقوية الشعور المشار إليه من جهة أخرى ، عنيت في هذا البحث المختصر بتحقيق بعض العلامات التي تؤكد المعنى مدار البحث لأخلص منهما الى وضع اليد على بعض الدلالات المتعلقة بالعصر الذي نعيشه ، لاسيما ما يتعلق منها بحقيقة فقهاء آخر الزمان ، عسى أن تكون نتيجة البحث ذات فائدة في إزالة الغشاوة عن المؤمنين ، وتوضيح الرؤية التي ران عليها الكدر بفعل الإثارات التضليلية تمارسها المؤسسة الدينية عبر خطابها الإعلامي الإستخفافي ، لأصل في خاتمة المطاف الى بيان من هو المهدي الذي يحمل السيف ويطهر الأرض من الطواغيت . وان شاء الله ان سمحتم لي تكون في عدة مشركات. وقراء جيدة ان شاء الله وانتظر تعليقاتكم للحوار..
-1 الدجال :
وردت أحاديث كثيرة عن أهل البيت (ع) تحذر من فتنة الدجال ، سأنقل بعضاً منها فيما يلي من سطور ، ولكني أود الإشارة الآن الى أن اصطلاح الدجال يمكن أن ينصرف الى كل من يُظهر الحق ويُضمر الباطل ،
ومن هنا قيل في علماء السوء أنهم دجالون
وبقدر ما يتعلق الأمر باستعمال الروايات لاصطلاح (الدجال) و(الدجالين) ، فإن الملاحظ عليها إنها تصف به كل من يُظهر التدين ليخدع الناس ، بينما هو في باطنه منحرف يطلب دنيا ، أو جاهاً ، أو زعامة ولكي يكون القارئ على بينة من أمره ، أقول إن مقصودي من الدجال في هذا المبحث بالدرجة الأولى هو الدجال الأكبر أو أمريكا ، كما فسره بعض الباحثين ، وكما وضحه السيد أحمد اليماني وعلى أية حال يستطيع من يتأمل في منطق الروايات أن يتبين من الأوصاف التي يوصف بها انطباقها على دولة تمتلك جيشاً وقوة عسكرية كبيرة ، وسيأتي عما قريب ذكر الروايات المشار إليها ، ولما كان اصطلاح الدجال ينطبق كذلك على بعض فقهاء الضلالة ، فسيكون هذا المبحث جامعاً للإثنين ( الدجال الأكبر: أمريكا ، والأصغر: فقهاء الضلالة أو كبيرهم على وجه الدقة )
عن رسول الله (ص) في حديث طويل أقتبس منه موضع الشاهد ، قال : فيتقدم المهدي من ذريتي فيصلي الى قبلة جده رسول الله (ص) ، ويسيرون جميعاً – أي المهدي وأصحابه – الى أن يأتوا بيت المقدس ، ثم ذكر الحرب بينه وبين الدجال ، وذكر إنهم يقتلون عسكر الدجال من أوله الى آخره معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) /– ح659] فالدجال في هذا الحديث يملك عسكراً يقتلهم الإمام المهدي (ع) وأصحابه وفي الحديث رقم ( 427 ) من نفس المصدر ، جاء ما يأتي : (( ليهبطن الدجال خوز و كرمان في ثمانين ألفاً )) وهؤلاء الثمانون ألفاً بعض جيش الدجال على ما هو راجح ، أي إنهم غير أولئك النازلين في بيت المقدس وعن أمير المؤمنين ع ، في حديث يذكر فيه بعض العلامات التي تسبق خروج القائم ، يقول : ((وغلبة الروم على الشام ، وغلبة أهل أرمينية ، وصرخ الصارخ بالعراق : هُتك الحجاب وافتُضت العذراء وظهر علم اللعين الدجال ، ثم ذكر خروج القائم المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي (ع) . ص29 ] والعلم كما هو واضح علامة رمزية تتخذها الدول للإشارة الى كياناتها ، وصراخ الصارخ في العراق بظهور علم الدجال إشارة الى الإحتلال الأمريكي للعراق ويشير إليه صراحة الحديث الذي يصف دخول الدجال الى العراق من جهة جبل سنام في البصرة ، فعن رسول الله (ص) : (( أول ما يردُه الدجال سنام ؛ جبل مشرف على البصرة هو أول ما يردُهُ الدجال )) [ الفتن : ابن حماد/ 150 ، معجم أحاديث الإمام المهدي /ج2 ص63] ، ومعروف أن القوات الأمريكية دخلت العراق قادمة من الكويت من جهة الجبل المذكور
وعلى أية حال نحن نعيش عصر الظهور ، و نشهد بأم أعيننا إحتلال العراق من قبل القوات الأمريكية (الدجال الأكبر) ، كما إن معرفتنا بالسياسة الأمريكية توفر لنا فرصة نادرة لفهم المراد من التعبيرات الرمزية التي يوصف بها الدجال ؛ من قبيل (المسيح الدجال الأعور الدجال ، وكونه يأتي معه بجبل من خبز ، وجبل من نار، حماره خطوته كذا ميل ، بين اذني حامره كذا ميل ، في جبهته كافر ، ينادي فيهم الي اوليائي..( ، فالرئيس الأمريكي بوش من المسيحيين المتدينين – بحسب ما يفهم هو من التدين – وقد صرح في خطاباته بأن الحرب التي يخوضها ضد الإسلام حرب صليبية ، بل صرح علناً أن ما دفعه لحرب العراق رؤيا رأى فيها الرب (السيد المسيح (يأمره بإحتلال العراق ، [ سبحان الله حتى بوش يؤمن بالرؤيا ،
وأكثر من هذا كان يدعي في بعض ما صدر عنه إنه مأمور من قبل الرب بتأديب شعب الخطيئة في بابل ! و لعل العبارة الأخيرة مقتبسة من الإنجيل ، وهي واحدة من علامات ظهور المصلح المنتظر
وأما أن الدجال أعور فلأنه لا يرى إلا بعين المصلحة المادية ، وإن ادعى ما ادعى ، ومعلوم إن السياسة الأمريكية لا تحسب حساباً لأي شئ عدا مصالحها المادية وأما جبل الخبز فهو تعبير رمزي عن القوة الإقتصادية ، وحالة الرفاه المادي التي تستخف بها أتباعها ، وجبل النار قوتها الحربية التي تخيف بها الحكومات التي نسيت أن لا قوة إلا بالله والحمار طائراتها ، والاذنين المخابرات وهكذا
فتنة الدجال
إن فتنة الدجال أو أحد أهم مصاديق هذه الفتنة ، هي الديمقراطية ، أو حاكمية الناس ( أو قل اختيار الناس للحاكم ) فأمريكا ترى الديمقراطية الحلقة الأخيرة في سلسلة التطور السياسي البشري ، ونهاية التاريخ فيما يتعلق بطبيعة أنظمة الحكم {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} والحق إن الديمقراطية لا تختلف كثيراً عن الديكتاتورية ، بل إنهما من حيث الجوهر حقيقة واحدة ، إذ النظامان كلاهما قائمان على فكرة استبعاد السماء من معادلة اختيار الحاكم ، والنظامان كلاهما يقفان على الضد ، أو حتى النقيض من مبدأ التنصيب الإلهي للحاكم وعلى أية حال لست الآن في صدد تتبع مساوئ الديمقراطية ، ولعل الكثير الذي كُتب عنها فيه الكفاية ، كما إنّ المفترض بهذا البحث إنه يُخاطب فئة تؤمن بمبدأ التنصيب الإلهي للحاكم ، وإن كانت هذه الفئة للأسف الشديد قد استخفتها الأهواء ، وأوردها فقهاء آخر الزمان آجناً من بعد عذب ، والى الله المشتكى
وقبل الخوض في دور فقهاء آخر الزمان ، أود إيراد بعض الروايات التي يمكن الإستدلال منها على فتنة الديمقراطية ، أو حاكمية الناس ، التي يطرحها الدجال ، وأود الإشارة المسبقة الى أن هذه الروايات بما إنها – كما سنرى – تشير الى أن فتنة الدجال تتمثل بمعارضة مبدأ التنصيب الإلهي ، فإنها تدل بلاشك على أن الدجال الأكبر هو أمريكا ، باعتبارها حاملة لواء الديمقراطية أو حاكمية الناس في العالم
عن حذيفة بن أسيد ، قال : (( سمعت أبا ذر يقول ، وهو متعلق بحلقة باب الكعبة : … إني سمعت رسول الله (ص) يقول : من قاتلني في الأولى ، وفي الثانية ، فهو في الثالثة من شيعة الدجال )) [ المعجم الموضوعي 24] . وفي نفس المصدر ونفس الصفحة ينقل الشيخ الكوراني نفس الرواية عن أمالي الطوسي ، وفيها (( وقاتل أهل بيتي في الثانية )) .
وعن أمير المؤمنين ع ، قال : قال رسول الله (ص) : (( مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، ومن قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال )) [المصدر والصفحة نفسها] . وعن (ع) : (( قال رسول الله (ص) : … من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهودياً قيل : وكيف يا رسول الله ؟ قال : إن أدرك الدجال آمن به )) [المعجم الموضوعي25] . أقول إن من يبغض أهل البيت (ع) ، ومن يقاتلهم هو بالتأكيد مبغض و متمرد على مبدأ التنصيب الإلهي ، ومتبع للشيطان ولهوى نفسه ، وهو بالتالي ممن يقول بحاكمية الناس قطعاً ، ولعل هذه الحقيقة هي التي تشير لها الروايات حين تؤكد على إيمان مبغض أهل البيت (ع) بالدجال .
ويدلك على خطورة فتنة الديمقراطية ، أو اختيار الناس للحاكم ، التحذير الشديد الصادر عن رسول الله (ص) من الشورتين ؛ الكبرى والصغرى ، فعن حذيفة بن اليمان وجابر الأنصاري ، عن رسول الله (ص) ، إنه قال : الويل الويل لأمتي من الشورى الكبرى والصغرى ، فسُئل عنهما ، فقال : أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق إبنتي ، وأما الشورى الصغرى فتنعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنتي وتبديل أحكامي [مناقب العترة / ومائتان وخمسون علامة130] . ورغم هذا التحذير الشديد ، أبت الأمة إلا مخالفة الرسول (ص) فانعقدت سقيفة بني ساعدة لغصب خلافة علي (ع) ، حتى لم يبق على عهد الله ورسوله سوى قلة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ،
والحمد لله رب العالمين
[center]
بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرة هي العلامات المتحققة التي تدل بما لا يقبل لبساً على أن عصرنا هذا الذي نعيشه هو عصر القيامة.. اي قيامة الامام المهدي ع ، بل إن ظهور هذه العلامات ووضوحها ترشح عنه شعور راسخ لدى القاصي والداني من المؤمنين بهذه الحقيقة ، ولكني لزيادة الإطمئنان لمن لم يزل يتردد في ريبه من جهة ، ولتقوية الشعور المشار إليه من جهة أخرى ، عنيت في هذا البحث المختصر بتحقيق بعض العلامات التي تؤكد المعنى مدار البحث لأخلص منهما الى وضع اليد على بعض الدلالات المتعلقة بالعصر الذي نعيشه ، لاسيما ما يتعلق منها بحقيقة فقهاء آخر الزمان ، عسى أن تكون نتيجة البحث ذات فائدة في إزالة الغشاوة عن المؤمنين ، وتوضيح الرؤية التي ران عليها الكدر بفعل الإثارات التضليلية تمارسها المؤسسة الدينية عبر خطابها الإعلامي الإستخفافي ، لأصل في خاتمة المطاف الى بيان من هو المهدي الذي يحمل السيف ويطهر الأرض من الطواغيت . وان شاء الله ان سمحتم لي تكون في عدة مشركات. وقراء جيدة ان شاء الله وانتظر تعليقاتكم للحوار..
-1 الدجال :
وردت أحاديث كثيرة عن أهل البيت (ع) تحذر من فتنة الدجال ، سأنقل بعضاً منها فيما يلي من سطور ، ولكني أود الإشارة الآن الى أن اصطلاح الدجال يمكن أن ينصرف الى كل من يُظهر الحق ويُضمر الباطل ،
ومن هنا قيل في علماء السوء أنهم دجالون
وبقدر ما يتعلق الأمر باستعمال الروايات لاصطلاح (الدجال) و(الدجالين) ، فإن الملاحظ عليها إنها تصف به كل من يُظهر التدين ليخدع الناس ، بينما هو في باطنه منحرف يطلب دنيا ، أو جاهاً ، أو زعامة ولكي يكون القارئ على بينة من أمره ، أقول إن مقصودي من الدجال في هذا المبحث بالدرجة الأولى هو الدجال الأكبر أو أمريكا ، كما فسره بعض الباحثين ، وكما وضحه السيد أحمد اليماني وعلى أية حال يستطيع من يتأمل في منطق الروايات أن يتبين من الأوصاف التي يوصف بها انطباقها على دولة تمتلك جيشاً وقوة عسكرية كبيرة ، وسيأتي عما قريب ذكر الروايات المشار إليها ، ولما كان اصطلاح الدجال ينطبق كذلك على بعض فقهاء الضلالة ، فسيكون هذا المبحث جامعاً للإثنين ( الدجال الأكبر: أمريكا ، والأصغر: فقهاء الضلالة أو كبيرهم على وجه الدقة )
عن رسول الله (ص) في حديث طويل أقتبس منه موضع الشاهد ، قال : فيتقدم المهدي من ذريتي فيصلي الى قبلة جده رسول الله (ص) ، ويسيرون جميعاً – أي المهدي وأصحابه – الى أن يأتوا بيت المقدس ، ثم ذكر الحرب بينه وبين الدجال ، وذكر إنهم يقتلون عسكر الدجال من أوله الى آخره معجم أحاديث الإمام المهدي (ع) /– ح659] فالدجال في هذا الحديث يملك عسكراً يقتلهم الإمام المهدي (ع) وأصحابه وفي الحديث رقم ( 427 ) من نفس المصدر ، جاء ما يأتي : (( ليهبطن الدجال خوز و كرمان في ثمانين ألفاً )) وهؤلاء الثمانون ألفاً بعض جيش الدجال على ما هو راجح ، أي إنهم غير أولئك النازلين في بيت المقدس وعن أمير المؤمنين ع ، في حديث يذكر فيه بعض العلامات التي تسبق خروج القائم ، يقول : ((وغلبة الروم على الشام ، وغلبة أهل أرمينية ، وصرخ الصارخ بالعراق : هُتك الحجاب وافتُضت العذراء وظهر علم اللعين الدجال ، ثم ذكر خروج القائم المعجم الموضوعي لأحاديث الإمام المهدي (ع) . ص29 ] والعلم كما هو واضح علامة رمزية تتخذها الدول للإشارة الى كياناتها ، وصراخ الصارخ في العراق بظهور علم الدجال إشارة الى الإحتلال الأمريكي للعراق ويشير إليه صراحة الحديث الذي يصف دخول الدجال الى العراق من جهة جبل سنام في البصرة ، فعن رسول الله (ص) : (( أول ما يردُه الدجال سنام ؛ جبل مشرف على البصرة هو أول ما يردُهُ الدجال )) [ الفتن : ابن حماد/ 150 ، معجم أحاديث الإمام المهدي /ج2 ص63] ، ومعروف أن القوات الأمريكية دخلت العراق قادمة من الكويت من جهة الجبل المذكور
وعلى أية حال نحن نعيش عصر الظهور ، و نشهد بأم أعيننا إحتلال العراق من قبل القوات الأمريكية (الدجال الأكبر) ، كما إن معرفتنا بالسياسة الأمريكية توفر لنا فرصة نادرة لفهم المراد من التعبيرات الرمزية التي يوصف بها الدجال ؛ من قبيل (المسيح الدجال الأعور الدجال ، وكونه يأتي معه بجبل من خبز ، وجبل من نار، حماره خطوته كذا ميل ، بين اذني حامره كذا ميل ، في جبهته كافر ، ينادي فيهم الي اوليائي..( ، فالرئيس الأمريكي بوش من المسيحيين المتدينين – بحسب ما يفهم هو من التدين – وقد صرح في خطاباته بأن الحرب التي يخوضها ضد الإسلام حرب صليبية ، بل صرح علناً أن ما دفعه لحرب العراق رؤيا رأى فيها الرب (السيد المسيح (يأمره بإحتلال العراق ، [ سبحان الله حتى بوش يؤمن بالرؤيا ،
وأكثر من هذا كان يدعي في بعض ما صدر عنه إنه مأمور من قبل الرب بتأديب شعب الخطيئة في بابل ! و لعل العبارة الأخيرة مقتبسة من الإنجيل ، وهي واحدة من علامات ظهور المصلح المنتظر
وأما أن الدجال أعور فلأنه لا يرى إلا بعين المصلحة المادية ، وإن ادعى ما ادعى ، ومعلوم إن السياسة الأمريكية لا تحسب حساباً لأي شئ عدا مصالحها المادية وأما جبل الخبز فهو تعبير رمزي عن القوة الإقتصادية ، وحالة الرفاه المادي التي تستخف بها أتباعها ، وجبل النار قوتها الحربية التي تخيف بها الحكومات التي نسيت أن لا قوة إلا بالله والحمار طائراتها ، والاذنين المخابرات وهكذا
فتنة الدجال
إن فتنة الدجال أو أحد أهم مصاديق هذه الفتنة ، هي الديمقراطية ، أو حاكمية الناس ( أو قل اختيار الناس للحاكم ) فأمريكا ترى الديمقراطية الحلقة الأخيرة في سلسلة التطور السياسي البشري ، ونهاية التاريخ فيما يتعلق بطبيعة أنظمة الحكم {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} والحق إن الديمقراطية لا تختلف كثيراً عن الديكتاتورية ، بل إنهما من حيث الجوهر حقيقة واحدة ، إذ النظامان كلاهما قائمان على فكرة استبعاد السماء من معادلة اختيار الحاكم ، والنظامان كلاهما يقفان على الضد ، أو حتى النقيض من مبدأ التنصيب الإلهي للحاكم وعلى أية حال لست الآن في صدد تتبع مساوئ الديمقراطية ، ولعل الكثير الذي كُتب عنها فيه الكفاية ، كما إنّ المفترض بهذا البحث إنه يُخاطب فئة تؤمن بمبدأ التنصيب الإلهي للحاكم ، وإن كانت هذه الفئة للأسف الشديد قد استخفتها الأهواء ، وأوردها فقهاء آخر الزمان آجناً من بعد عذب ، والى الله المشتكى
وقبل الخوض في دور فقهاء آخر الزمان ، أود إيراد بعض الروايات التي يمكن الإستدلال منها على فتنة الديمقراطية ، أو حاكمية الناس ، التي يطرحها الدجال ، وأود الإشارة المسبقة الى أن هذه الروايات بما إنها – كما سنرى – تشير الى أن فتنة الدجال تتمثل بمعارضة مبدأ التنصيب الإلهي ، فإنها تدل بلاشك على أن الدجال الأكبر هو أمريكا ، باعتبارها حاملة لواء الديمقراطية أو حاكمية الناس في العالم
عن حذيفة بن أسيد ، قال : (( سمعت أبا ذر يقول ، وهو متعلق بحلقة باب الكعبة : … إني سمعت رسول الله (ص) يقول : من قاتلني في الأولى ، وفي الثانية ، فهو في الثالثة من شيعة الدجال )) [ المعجم الموضوعي 24] . وفي نفس المصدر ونفس الصفحة ينقل الشيخ الكوراني نفس الرواية عن أمالي الطوسي ، وفيها (( وقاتل أهل بيتي في الثانية )) .
وعن أمير المؤمنين ع ، قال : قال رسول الله (ص) : (( مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق ، ومن قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال )) [المصدر والصفحة نفسها] . وعن (ع) : (( قال رسول الله (ص) : … من أبغضنا أهل البيت بعثه الله يهودياً قيل : وكيف يا رسول الله ؟ قال : إن أدرك الدجال آمن به )) [المعجم الموضوعي25] . أقول إن من يبغض أهل البيت (ع) ، ومن يقاتلهم هو بالتأكيد مبغض و متمرد على مبدأ التنصيب الإلهي ، ومتبع للشيطان ولهوى نفسه ، وهو بالتالي ممن يقول بحاكمية الناس قطعاً ، ولعل هذه الحقيقة هي التي تشير لها الروايات حين تؤكد على إيمان مبغض أهل البيت (ع) بالدجال .
ويدلك على خطورة فتنة الديمقراطية ، أو اختيار الناس للحاكم ، التحذير الشديد الصادر عن رسول الله (ص) من الشورتين ؛ الكبرى والصغرى ، فعن حذيفة بن اليمان وجابر الأنصاري ، عن رسول الله (ص) ، إنه قال : الويل الويل لأمتي من الشورى الكبرى والصغرى ، فسُئل عنهما ، فقال : أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق إبنتي ، وأما الشورى الصغرى فتنعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنتي وتبديل أحكامي [مناقب العترة / ومائتان وخمسون علامة130] . ورغم هذا التحذير الشديد ، أبت الأمة إلا مخالفة الرسول (ص) فانعقدت سقيفة بني ساعدة لغصب خلافة علي (ع) ، حتى لم يبق على عهد الله ورسوله سوى قلة لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ،
والحمد لله رب العالمين
[center]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى